زيـد دماج وعشق الآلـهـة

عبد الباري طاهر

 

لا أدري من أين استقى الشاعر العظيم بدر شاكر السياب معلومته عن أن "تعز" تعني "تموز": آلهة أو إله الخصب، كما يشير الدكتور عبد الرضا علي. وإذا كان السياب قد وصل إلى ذلك عبر العلاقة بين أحرف "تعز" و"تموز" فلا خفاء في ذلك.

تاريخياً وآثارياً لم يجر اهتمام كافٍ بتاريخ تعز وآثارها. فتعز، كشقيقاتها اليمنية، خارج دائرة الاهتمام. وإذا كانت مأرب وهي عنوان الحضارة والتاريخ اليمني الأبرز، ما تزال مطمورة، فما بالنا بمدن لم نعرف حتى اليوم حقيقة نشأتها!

تأثير تعز في شرق أفريقيا كبير. ويكفي أن نقرأ سيرة "فيروز شاه"، أو "المناهل في تاريخ الدناكل" للعلامة جمال الدين الشامي، الذي يدرس عميقاً علاقة العفر والدناكل واللغة الجعزية والقيم والعادات والتقاليد في شرق أفريقيا، وتحديداً في أثيوبيا واريتريا والصومال، بمنطقة الحجرية.

ومنذ الدولة الرسولية، مطلع القرن السابع الهجري، أصبحت تعز عنواناً كبيراً في التاريخ والأحداث اليمنية، ومركزاً للتصوف منذ ابن علوان. النفس الجميلة تكتشف الجمال، فزيد مطيع دماج (عاشق تعز) جسد عشقه الزاكي في "الانبهار والدهشة".

 

"الانبهار والدهشة"

"الانبهار": يحيلها صاحب أساس البلاغة إلى المجاز: قمراً باهراً، وهو الذي بهر ضوؤه ضوء الكواكب. وطاول الرجل صاحبه فبهره، أي: طاله. والبهر غلبة الحب، حسب مقاييس اللغة.

أما "الدهشة" فلها معنى: الوله، حسب "اللسان".

قرأت جُلَّ أعمال القاص والروائي العربي الكبير زيد مطيع دماج. ورغم أسلوبه السهل الممتنع، والبسيط العميق، في آن؛ فلم أر مقدرة فائقة على التأنق وسبك العبارة، وروعة التركيب والبناء، كما هو الحال في "الانبهار والدهشة".

مذكرات "تعز" أو سيرتها وسيرة حاراتها وقلاعها ومساجدها وناسها (ومنهم زيد) عمل إبداعي ربما يمتاز عن مذكرات من كتب من اليمنيين. وربما كان "الانبهار والدهشة" حقاً من أروع، إن لم يكن أروع، أعمال زيد على كثرتها وروعتها.

تمزج المذكرات العام بالخاص، الذاتي بالموضوعي، المتخيل بالواقعي. وظف ابن دماج مهاراته المكتسبة عبر عشرات القصص وعمله الروائي في "الانبهار والدهشة"، فأدهش وأبهر.

اندغم زيد في المدينة التي عشق، أرخ لنموها وتطورها كجزء من طفولته ويفاعه وشبابه، رسم تطور حاراتها، وازدهار أفكار المعارضة السياسية فيها، وانفتاح المعتقلات والإعدامات، وهروب والده إلى عدن، ومعاناة ابن عمه احمد قاسم دماج (كرهينة) وكلها تجلٍّ من تجليات الدهشة والانبهار بمن أحب. ولقد تخفف زيد إلى حد بعيد من حمولة الأدلجة والتسييس الفج والتعبوي.

الحب العظيم يخلق أعمالاً رائعة وعظيمة. توحد زيد بتعز. وتوحد بأسلوبه. تقرأ "تعز"، آلهة الخصب، في زيد صفاء ونقاء وأنسنة. فهو كوصف أستاذنا الدكتور عبد العزيز المقالح: "نموذج فريد بين كل الأصدقاء، في وفائه، ورهافة شعوره، ونبله الأخوي".

 

الانبهار، الوله، والدهشة

غلبة الحب السر الذي صاغ مذكرات ترقى إلى مستوى العمل الإبداعي الفريد والمائز. الانبهار والدهشة سر الحياة ومعناها. وعندما يمتلئ القلب بالدهشة، ويغمر الانبهار الحواس، فإن الرؤية تغدو عميقة ونافذة حد النُّبوءة.

حب زيد لتعز له معنى من معاني:

أحبك حبين: حب الهوى

وحب لأنك أهل لذاكا

فأما الذي هو حب الهوى

فشغلي بذكرك عمن سواكا

وأما الذي أنت أهل له

فنار حياة خبت في ضياك

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي

ولكن لك الحمد في ذا وذاك.

 

كإبداع العدوية. فالحب حد الامتزاج، حتى يكون "ذا" و"ذاك" شيئاً واحداً، هو ما يتجلى في سيرة "زيد تعز"!

رسم صورة السور في وجدانه فيقرؤه حرفاً... حجراً، ويلج من البابين: "باب موسى و"الباب الكبير" إلى قلب العشيقة في مناجاة خالصة.

لو أن رساماً عظيماً ومبدعاً وقف يتأمل ويرسم السور (سور تعز) لما استطاع أن يبدع إبداع ريشة المبهور زيد. يكتب زيد عن وجدانه المخضل ومشاعره المنسكبة من بين أحجار السور وقلاعه الممشوقة كقوام فاتنة. المقدرة على إعطاء الحجارة معنى الحياة {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} (البقرة، الآية74). ذلكم هو الإعجاز الرباني.

وقف ابن دماج إبداعه القصصي والروائي على اليمن. وكانت "تعز" عنواناً كبيراً فاضت تفاصيله وشآبيبه على اليمن. وكان لمصر منها نصيب. غير أن مذكراته كانت خالصة لتعز ولمصر. وزيد في غاية الأناقة والصدق عندما يرسم ذاته في المدينة التي فتقت وعيه الفكري والوطني والأدبي. فتعز منذ الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات كانت الذراع الأيسر لعدن: مدينة المدن اليمنية، لتصبح بعدها المدينة التي يلعب أبناؤها الدور الأهم في الأحداث والإبداع والحرف والأعمال في اليمن بصورة عامة.

الإحساس بالأشياء والارتقاء بها إلى إكسابها الإحساس ذروة الإبداع منذ استنطاق الشاعر الجاهلي الأطلال والزمن مروراً بمجاورة الناقة والفرس، كما فعل المثقب العبدي وعنترة العبسي، وصولاً إلى ابن دماج.

كثيرون أولئك الذين كتبوا مذكراتهم، ومنهم عرب ويمانيون. وإذا ما استثنينا "الطريق إلى جريكو" لنيكوس كازنتزاكي، التي احتفت بالإبداع والفكر، فإن غالبية المذكرات تتركز على الشّخص المدون: نشأته وسيرة حياته، إما إيجاباً، وإما سلباً وهو الأندر.

أما زيد فقد تحدث عن دهشته وانبهاره، هو وصديق عمره الفقيد الكبير والمبدع متعدد المواهب عبد اللطيف الربيع. الكتاب الصغير "الانبهار والدهشة" هو ذروة إبداع زيد؛ فقد نحت زيد أسلوب كتابه السردي بمشاهداته للفن الرائع الذي أدهشه في سور تعز والأشرفية وجامع المظفر وقبة الحسينية العملاقة التي يصفها زيد بالدقة في العمارة البديعة التي لم يصادف مثلها في أي مكان.

في دهشته بالمعتبية، وهل هي جامع أم مسجد أم مدرسة؟ يتساءل أيضاً: لماذا لم تعلُها مئذنتان كالأشرفية أو مئذنة واحدة كالمظفر؟ ولماذا لها قبتان فقط شبيهتان بالنهدين؟ في الطفولة لم ينكب الأطفال الدارسون على حفظ المتون في التجويد وسور القرآن في جزء "عمَّ". كما يحفظون بعض الأشعار والأحاديث. أما المنبهر زيد فقد حفظ سور المظفر والمعتبية وآيات فنها الرائع العظيم، والذي انعكس إبداعاً سردياً في "الرهينة" و"الانبهار والدهشة".

وكبناء سور تعز والمظفر والمعتبية والأشرفية بنا زيد متن "الرهينة" وكتابه "الانبهار والدهشة"، وتساؤل زيد: هل هذه مساجد أم مدارس له ما يبرره؛ فقد شهدت العصور الوسطى في البلاد الاسلامية والعربية بخاصة فصلاً حقيقياً بين الدين والدنيا، بين الدنيا والآخرة، بين المسجد والمدرسة. ولعل ميزة الدولة الرسولية، وبالأخص في تعز وزبيد، حيث استقرارها، هو استمرار الربط بين المدرسة والمسجد كما كان عليه الحال في عهد الرسول وصدر الإسلام وفجره وضحاه. هذا النمط من بناء المدارس الذي قلناه سلفاً كان غالباً مزيجاً بين المدرسة والمسجد. وعلى اختلاف المستوى في حجم وكيفية هذه المنشأة كان الملك أو الوجيه إذا أنشأ البناية وأتمها يكمل إجراءات المحافظة عليها بتعيين المعلمين والإمام والمؤذن والخدم اللازمين، ويقرر "عُشر" يمنح لطلبة العلم الذين يكونون قطب حلقات الدرس. ثم يعين أخيراً وقفاً يفي بالغرض في تسيير شؤون المدرسة والمسجد. ("مدينة تعز غصن نظير في واحة التاريخ العربي"، نقلاً عن "السلوك" للجندي، ص 468).

وعن الشاعر والأديب الكبير محمد أنعم غالب ينقل زيد أن قبتي المعتبية نسبة إلى الجارية "المعتب" زوجة أحد الملوك الذي منعها من بناء مئذنة واكتفت بذكاء بالقبتين كرمز للنهدين.

والربط بين المآذن والقباب والأعضاء الجنسية في جسد الرجل والمرأة أشار إليها كانط كما أتذكر، وبعض المستشرقين. وهو أمر ليس بالمستبعد، وربطها بالخيمة في البلدان العربية وبالإرث الحضاري في تركيا وبلاد الرافدين ومصر هو الأقرب.

لم يثقل زيد نصه الداهش والمدهش بالحمولات السياسية والأيديولوجية الزائدة. والإشارات الضوئية المقتضبة كانت كافية، كالمقارنة بين الإمام أحمد ووالده يحيى وعجزهما عن إنجاز أو بناء ما أنجزه الرسوليون في القرن السابع الهجري، كرد على محاولة الإمام أحمد تقليد الملوك الرسوليين.

 

المرأة والمنظار السحري

والمنظار السِّحري لعبة اصطناعية تحتوي على عدة مناظر لمدن ومناظر غرائبية وحيوانات ومشاهد غير مألوفة يجوب بها بعض الباعة المدن وتكون وسيلة للفرجة في بلاد أُغلقت عليها الأبواب أمام العصر. وجود المنظار الغرائبي والبسيط حينها في مملكة الموتى هو ما يغري "زيد" بالتمرد على الرقابة وتصديقه أنه يشاهد تعز من خلاله.

أما صورة المرأة في النص فهي صافية ونقية، ورؤيته لها كانت رومانسية ومتحضرة إلى حد بعيد. أشار إليها زيد مرتين:

الأولى: "بائعة البطاط"، الشابة الجميلة، "فرغم كثرة البائعات فهي الوحيدة التي سلبت عقولنا، مليحة كانت وجميلة أيضاً، ذات أنوثة صارخة، ووجنتين حمراوين بالطبيعة، وعينين واسعتين مكحلتين، وأنف بارز رفيع، وشفتين ليستا منمنمتين بل ممتلئتان بلون البنفسج، وثغر ينفرج عن أسنان منسقة رغم ما علق بها من لون رمادي، كغيرها من سكان المدينة، نتيجة للماء المنحدر من جبل صبر بسواقيه المقضضة بالنورة" (الانبهار والدهشة، ص23، 24).

ثم يأتي على وصف ملابسها بدقة وحذق وكأنه يرسم لوحة متناهية الاهتمام بالألوان والتفاصيل الصغيرة.

هناك فصل ووصل بين الانبهار والإبهار الإبداعي، بين المذكرات والرواية. القاسم الأعظم بين الرواية والمذكرات (السيرة) هو الخط الأفقي للسرد، الممتد من المبتدأ للمنتهى على ضمير المتكلم، وهو هنا ليس غير زيد مطيع دماج. وحتى صديقه الحميم المشارك معه والحاضر في المذكرات جزء حيوي من شهود الحال.

والمذكرات تتحدث عما يعرفه ويراه كل الناس، وعما لا يخالف المألوف والمشترك بين الجميع. فهي (المذكرات) لا تزين صفحة العالم أو تتغنى بها.

ورغم اللوحات الزاهية والغاية في الروعة حد الإدهاش في رسم مشاهد المعشوقة: تعز، قبابها وأبوابها وإنسانها... فإن مستوى السرد يبقى واحداً بضمير المتكلم الأوحد، وهو ما يميزها عن "الرهينة" بخاصة والعمل الروائي بشكل عام.

وزيد، ذو القلم الخبير والماهر، يدرك عمق الصراع بين متطلبات الرواية والنوايا الهادفة إلى إغنائها. وتغيير الواقع والأحداث والحكايا تغييراً كلياً. فهو لا يترصد المتخيل بل دائماً يرسم بريشته الحاذقة لوحات منفصلة ومدعمة في سياق إبداعي قل نظيره.

 فـ"كتاب تعز"، وهو عنوان رئيسي، يضم عدة لوحات: لوحة سور تعز، ومن أسفاره مدرسة أو جامع الأشرفية، جامع المظفر والمعتبية، قبة الحسينية العملاقة، وبائعة البطاط.

في رسمه للوحة قلعة القاهرة يأخذ خلفية القلعة: جبل صبر الحامي للقلعة الحصينة. والقلاع والمساجد في الحضارة الإسلامية تتبوأ المواقع الأهم والأمنع في المدن والآثار.

تعاطي زيد مع السياسة راقٍ، ومع الأدلجة أرقى. فهو يستطيع بجملة أو عدة جمل فضح طبيعة النظام القروسطي، وبصورة غير مباشرة؛ فهو يقول: "في بداية كل شهر كان والدي رحمه الله يرسل من مقر عمله في "المنفى" مصاريف شهرية لي ولابن عمي الأستاذ أحمد قاسم دماج (الرهينة) أتسلمها من حامل البريد الذي يصل في بداية كل شهر إلى قبة المعصور التي تبعد عن باب موسى حوالي 60 متراً".

ثم يذكر الصعوبات البالغة التي يواجهها في زيارته لابن عمه الرهينة، علماً بأن الرهينة ليس سجيناً، ومن ثم الابتزاز، حيث لا يسمح له بالدخول من غرفة أو حاجز لآخر إلا بدفع مبلغ من الريالات، ولا يستطيع الاحتجاج.

في منتصف الستينيات عملت في تعز لفترة قصيرة، وزرتها بعد ذلك عشرات المرات، وطوفت حواريها حارة حارة، وزرت القباب والأماكن والمساجد والمدارس التي رسمها زيد؛ ولكن أقسم أن لوحات زيد قد كشفت لعيني ولقلبي جوانب جمالية لم أفطن إليها.

كاميرا الالتقاط عند زيد، وحاسته الفنية وشعوره الرفيع بالجمال، قد مكنته من رسم لوحات في غاية الروعة والجمال والواقعية. واللوحة المرسومة بالكلمات تتخذ أبعاداً أو دلالات جد عميقة ومتنوعة، على الرغم من أنها تتخذ شكل التوصيف الحي والمباشر، وتقوم على السرد غير المتعدد الأصوات، كما في الرواية، وهو سرد محكوم بضمير المتكلم من المبتدأ إلى المنتهى.

في زيارته لقلعة القاهرة، وبرشاقة وخفة، يرسم عدة لوحات عن الرهائن والمعتقلين، منهم قاسم غالب الفقيه: المناضل الذي أصبح وزيراً للتربية والتعليم بعد الثورة 26 سبتمبر 1962.

ولا تفوت ريشته شديدة الإبصار القيود الحديدية في أرجل المعتقلين، فهو يقدم وصفاً ضافياً للقلعة. ويمزج الوصف للقلعة بالمقارنة مع قلعة محمد علي باشا في مصر، ويمزجها بالعمل الروائي "سجين زندا" و"المملوك الشارد".

أما "ميدان الشبكة" فقد وصفها بـ"الساحة والمتنفس الوحيد لمدينة تعز التي يجثم عليها الوباء كضباب ذي لون رمادي".

"حفيظة بنت الدكتور الجيلاني" تأخذه بيده إلى غرفتها لتريه ألعاباً آلية: عربات، طائرات، دبابات، قروداً، طيوراً، عصافير. ويكون اندهاشه أكبر بصندوق الطّرب وبسماع صوت "العنتري"، وسماع العود وأغاني والده الذي يشدو "وا مغرد بوادي الدور". الإحساس الفائق بالحياة وبالناس وبالتفاصيل التي يسكنها الشيطان، هو الملهم لزيد.

طفت وزميلي الشاعر والمثقف محمد عبد الوهاب الشيباني بالمآثر والحواري والمدارس التي رسم لوحاتها زيد، فكان الانبهار مضاعفاً، فقد احتفى زيد بالجديد في المدينة: صيدلية حسن بن حسن آغا، ومقيل عامل تعز محمد الباشا، وموتر الرصابي، ومقهى الباب الكبير الذي فتحه أحد المغامرين... كما يقدم وصفاً شائقاً لأدق تفاصيل المقهى الذي يشرب فيه ولأول مرة مع صديقه ابن الربيع "الكاكولا" ليعودا إلى المدرسة (الأحمدية) مترنحين تحت تأثير الدعاية بأنه شراب مسكر.

كما يذكر "ابن محمود" الغلام القريب من الإمام أحمد، و"علوس" مهرج الإمام الذي غرق في البئر أو بالأحرى أُغرق لإضحاك الإمام وحاشيته.

وبريشة فنان مبدع يرسم صورة لأعقل مجنون حينها: معاوية "جبل داكي على جبل"، وهو مجنون يردد هذه اللازمة "جبل داكي على جبل" مقارناً بينه وبين أكبر مجنون: "أحمد يا جناه".

ويختتم اللوحات بالساحر "علي خالد" الذي شغل أبناء تعز وبناتها وبنات جبل صبر بحيله وخرافاته، وكان يؤيد إعدام الأحرار، وانتهى بافتضاح حاله بتحدي النقيب مطيع دماج له، وكشف ألاعيبه. ويقرن بينه والإمام بإشارة ذكية.

ولعل لوحة أو مأساة الجلاد "الوشاح" السياف الذي جندل بيده قادة وزعماء الأحرار في 1955، واشتهر بقسوته الوحشية في ضرب رقاب المناوئين للإمام، وكانت نهايته البشعة أن قطع رأسه بعد أن أصبح مصدر رعب لكل أبناء اليمن "غير السعيد"!

أما "كتاب القاهرة"، وهو الكتاب الثاني في "الانبهار والدهشة"، فإنه، رغم صغره، يحتاج إلى وقفة أطول وأعمق.

 


Back to Home Page