لماذا وحده زيد نقرأ له فنستمتع بما نقرأ؟ عبد الكريم الرازحي |
لماذا هو الوحيد الذي يمتلك القدرة على ترميم شروخ الذاكرة وإثارة شجون القلب؟ وحده زيد من بين شعراء وقصاصي بلادنا يكتب بتلقائية وبساطة. وحده حين يكتب يذكرنا بأنفسنا، بأحزان قرانا وأشواق أمهاتنا إلى الحرية. إن زيد في جميع قصصه القصيرة وفي روايته الرهينة ينقل المكان اليمني بشاعريته وتفرده. بل أننا نكاد أن نلمس هذه الأمكنة بأصابعنا. والمكان عند زيد ليس إطاراً خارجياً أو مجرد وعاء بل هو كائن يتنفس ويحرك فينا مشاعر إنسانية تتناقض تماماً مع صلابة المكان. لا أحد منكم يمكنه أن يستغني عن قراءة (طاهش الحوبان) وقصص (العقرب) أو رواية (الرهينة). لكن يمكن الإستغناء عن عشرات القصص والروايات العربية المعروضة في الأكشاك والأرصفة والمكتبات، والتي تبدو ككائنات تعاني من نقص في النمو وفقر في الدم، باردة وليس فيها حرارة الحياة. يكتبها أناس بلا مواهب ولا تجارب. أناس موهبتهم التعالي على الحياة.
|