أزمة البنت بشرى

 

-         ألوه... من معي..؟

-         عمي..!

-         أهلاً بالحبيبة "بشرى"..

-         يتساءل والدي أين سيكون مقيلكم اليوم..؟

وأحدد المكان حسب العادة، فهي تتصل دائماً من بيت الجيران لأن والدها لا يمك تليفوناً...

هكذا استمرت علاقتي بالطفلة "بشرى" عبر التليفون... لم أعرفها شخصياً لكن معرفتي بها كانت من خلال صوتها عبر التليفون.... يكاد يكون اتصالها يومياً عندما يرسلها والدها لتسألني عن مكان مقيلنا مع الزملاء شبه الدائمين...

كنا مجموعة من الأصدقاء والزملاء ربطت بيننا علاقة انسجام ثقافية وأدبية وسياسية ومنطق واحترام... وصداقة "لا تُفلّ" وحنان لا ينقطع ومحبة دائمة لا زوال لها... ونادراً ما كنا نختلف في بعض القضايا الهامة... لكن ذلك لم يكن يؤثر على عمق صداقتنا... وكنا في البداية رغم ذلك نتحفظ على إبراز هويتنا السياسية قدر الإمكان... نخفيها عن بعضنا البعض... خوفاً من العسس والجدران... كان هو الوحيد الذي نعرف هويته السياسية المتقلبة... لأنه صريح ولا يخاف... وربما يفتعل ذلك.

كنا نتألم منه في بعض الأحيان لجرأته في عناده... ونغضب منه بشدة لعدم تفهمه نصحنا... حتى كتاباته في الصحف والمجلات لا تخلو لدينا من نقد بسيط، إلا أن ذلك كان خارج محيطنا...

كانت قد شُنّت عليه عدة حملات عشوائية من شبه علماء سلفيين ومفكرين وباحثين وأكاديميين ليسوا على المستوى... كان يطلق عليهم لقب "الخواجات المحليين"... وفي بعض الأحيان إذا غضب يطلق عليهم تلاميذ المستشرقين "الاستعماريين"...

* * *

-         أولوه..!

-         نعم...!

-         يا عمي أسعد الله يومك..!

-         حياكِ الله يا أعقل وأذكى طفلة في العالم..!

-         أشكرك يا عمي على هذا الإطراء... لا أريد إزعاجك... والدي يسأل عن مقر مقيلكم اليوم..؟

* * *

كان في مكان "المقيل" أمامي... تأملته ملياً وهو يصيح ويده اليمنى ترتفع إلى أعلى ويده اليسرى إلى أسفل... ويكاد يقوم بجذعه إلى الأمام، وضحكاته الدائمة إثر كل جملة يقولها كعادته يغطي بها منطقة الأعوج في بعض الأحيان... وزملاء المقيل مُثارون يحاولون جهدهم إيقافه حتى يتسنى لهم الحديث لإفهامه لكن دون جدوى، فصوته الأعلى دوياً بحججه الواهية غير المنطقية في بعض الأحيان..!!

كان ينظر إليَّ بين الحين والآخر... كنت الوحيد الصامت... شعر بتألمي لإصراره على الجدار الذي بأن على وجهي بأنني أرفضه... فصمت لثوانٍ قليلة أتاح خلالها فرصة للزملاء لإبداء آرائهم ضده..!

* * *

-         ألوه... يا عمي..!

-         نعم أيتها الحبيبة اللبيبة... ما لصوتك واهٍ..!؟

توقفتْ قليلاً وتنهدتْ:

-         والدي يسأل عن مكان مقيلكم اليوم..؟

لا أدري كيف انتابني شعور بأنها متألمة فتساءلت:

-         كيف أحواله... هل هو متعب..؟

تأخرتْ في الرد قليلاً ثم قالت:

-         يبدو ذلك..

انزعجتُ... سألتها:

-         هل هو مريض..؟

-         لا..

-         هل حدث شيء مكروه..؟

-         لا..

-         ماذا جرى أيتها الحبيبة..؟ طمئنيني..!

-   عاد البارحة وهو متألم ولم يكتب كالعادة... ودخل مع والدتي في نقاش حول متطلبات ضرورية كما قالت... ونام لأول مرة مبكراً..؟

-         أهذا كل شيء يا عزيزتي..؟

-         لا غير... ولم أكن أريد البوح به لك..

-         أنا أعرف ذلك... وأعرف أنه سيتغلب على ذلك كعادته دائماً..

تنهدتْ:

-         أعرف ذلك يا عمي..

-         والدك بطل..

-         أعرف ذلك يا عمي... فهو بطل دائماً..

* * *

ألقى التحية على الجميع وجلس في مواجهتي... وبدأ الحديث مباشرة وهو ينظر إليَّ:

-   كلكم مجاملون... إلى درجة المبالغة... في قضايا منطقية لا تحتاج إلى تأويل... كلكم ضد الديمقراطية... ومع الديكتاتورية والإرهاب الفكري... تحلمون بمستبد عادل... وسفاح يوحد الوطن بالدماء وليس بالديمقراطية..!

نظرَ إليَّ ملياً ليجدني عابساً متألماً لكلامه العدواني هذا الذي باشر مجلسنا به بداية مقيلنا... والكل منهمك وبيده راديو صغير نستمع لأخبار الأزمة.

البعض ردّوا عليه بهدوء، والبعض الآخر بتوتر أكثر منه، وبعضهم بقليل من القسوة... أما أنا فتذكرت حديث البنت "بشرى" لي بالتليفون فلزمت الصمت ولم أتكلم طوال المقيل مطلقاً.

* * *

رنَّ جرس الهاتف كالعادة وأنا منتظر بقلق... رفعتُ السماعة إلى أذني بلهفة ولم أنتظر الرنة الثانية..

-         عمي..؟

-         نعم يا "بشرى"..!

ولم تدعني أكمل لأسأل عن والدها وكيف حاله، بل واصلتْ قائلة:

-         عمي... أي الطيور تحبها..؟!

عجبتُ من سؤالها الذي لم أكن أتوقعه أبداً. تريثتُ قليلاً قبل أن أرد على سؤالها هذا الذي جعلني في حيرة... لا أتذكر فعلاً أي الطيور تعجبني أو التي أحبها منذ الطفولة في القرية حتى الآن... وغلبت عليَّ الابتسامة فأجبتها بتردد متقطع:

-         أحب العصافير... والطيور الملونة... والبلابل... والقمارى...

-         فقط يا عمي..!؟

احترتُ وكدت أضحك إذا قلت لها الغربان و"الحداء" و"الرخم"... لكنني تذكرت أسماء طيور ربما تريحها وتٌعجب بها كما خمنت:

-         طيور البطريق... والبجع... والبط... والببغاء..

-         عمي... ألا تعجبك إلا هذه الطيور..!؟

ولم تدعني أجيب، بل واصلت كلامها:

-         أنني معجبة بالنسور... والصقور... وأحب كثيراً "الصقر الحائر"..

كدتُ أضحك لكنني فعلاً احترت:

-         لم أسمع بالصقر الحائر من قبل..!

-         عجيب يا عمي..

-         ربما تقصدين الطائر "مالك الحزين"..!

انتظرتُ ردّها لبعض الوقت... كأنها اندهشتْ كما خُيّل إليَّ...

وأجابت بدهشة وتساؤل:

-         هل هناك طائر اسمه |مالك الحزين"..!؟

-         نعم..

-         لماذا هو حزين يا عمي..؟

-         مثل حيرة صقرك المحبب الذي تعجبين به..

ضحكتْ... لكنها ترجتني سائلة:

-         بالله عليك يا عمي لماذا طائرك حزين..؟

وشرحت لها عن طائر "مالك الحزين" كما عرفته وتذكرته من معلوماتي القديمة التي نبشتها البنت "بشرى"... وفاجأتها بسؤال:

-         لماذا أنتِ منشرحة اليوم..؟

أجابت ضاحكة:

-   لقد عاد والدي بالأمس مزهواً... وشاهدته يتلاطف مع والدتي برقة وسرور... وذراعاه يعلوان ويهبطان... لقد حضن أمي بين ذارعيه لأول مرة ودار بها دورتين حتى كادا يدوخان... ودخل غرفته للقراءة والكتابة حسب عادته الطبيعية.

-         فرحتُ فعلاً لذلك... وقلتُ لها ضاحكاً:

-         أية أقوال أخرى..؟

ضحكتْ وقالت:

-         أه... والدي يردد علينا هذا القول قبل خروجه كل صباح... لم تخبرني يا عمي أين مقيلكم اليوم..؟

* * *

دخل إلى المقيل باسماً... وألقى التحية وهو يكاد يضحك... لم نعره اهتماماً ربما قصد من البعض، وبأيدي البعض منا أجهزة الراديو "الترانزيستور" نتابع إذاعات العالم... فأخبار الأزمة قد تطورت إلى الأسوأ..

أُقفلت الراديوهات، وبدأنا بتناول "القات"... كان الصمت قد خيَّم على الجميع، لكنه صاح كعادته قائلاً:

-         ألم أقل لكم...! ما هو المبرر لهذه المغامرة السخيفة..؟

ولم نجبه، لكنه قال:

-         إنها مؤامرة على الوطن...

ولم يتلق رداً واحداً من الجميع... وكانت فرصه لكي يقول ما يريد نثراً وشعراً... لكن أحد الزملاء ردّ محتداً:

-   يكفي هذه المهزلة... أقسم بالله بأن ما كتبته أنت عن التاريخ كلام فارغ وكذب... وما سجلته في مقالاتك هراء وعشوائية حمقاء... مادام تفكيرك في هذه الأزمة التي نمر بها بهذه السذاجة...

وأنفعل زميل آخر صائحاً:

-         لن أحضر بعد اليوم أي مقيل تتواجد فيه... ما دمتَ بهذا الأسلوب السادي المزعج...

وتتالت الكلمات القاسية الموجهة إليه من بقية الزملاء والأصدقاء بشبه إجماع..

* * *

وظلَّ التليفون صلة حوار بيني وبين البنت "بشرى" تسألني عن مكان المقيل... لكن الأزمة تطورت من سيئ إلى أسوأ... وأصبحت الأعصاب متوترة والأفكار غير متسقة... والتغطية الإعلامية عالمياً ومحلياً مخادعة وكاذبة وغير مستقرة مما جعلنا جميعاً في حالة من الارتباك والإحباط واليأس..

* * *

-         ألو...

-         نعم...

-         يقول والدي أين مقيلكم اليوم..؟

شعرتُ من صوتها بأنها غير طبيعية، وبأنها متألمة كما خيل إليَّ...

-         ما لصوتكِ حزيناً وحائراً يا أبنتي العزيزة غير ما تعودته..؟

-         ... أوف... أين سيكون مقيلكم التعس هذا اليوم..؟

* * *

في أوج الأزمة، وفي أيامها الأخيرة، كان الزملاء قد ضاقوا من تواجده في المقيل لموقفه النشاز وتحمسه المعاكس لآرائنا... وأصبح الوضع لا يُطاق لوجوده... رغم نصائح الكل له بأن الأزمة أصبحت قضية قومية، وقضية حياة أو موت لأمتنا، وأنه لا داعي لأن يردد مقولاته كأسطوانة مشروخة عن الديكتاتورية... وعن الديمقراطية... والمستبد العادل.

* * *

فوجئتُ في أحد أيام "مقيلنا" بتوجيه اللوم لي من معظمهم بأنه يعرف مكان مقيلنا عن طريقي، بينما كان الجميع يكذب عليه في الآونة الاخيرة عن مكان المقيل.

سهرتُ ليلتي حتى الفجر وأنا في حيرة... أصارع نفسي وضميري... هل أكذب عليها كما فعل الزملاء الآخرون؟ وأنا الذي أؤمن بصدق بأن الكذب جريمة لا تغتفر حتى لو كانت كذبة بيضاء لدرء مصيبة..!

* * *

-         ألوه...

-         نعم..

-         أين مقيلكم اليوم يا عمي..؟

لم أشعر في حياتي بموقفٍ مُحرِج كهذا... بحثتُ عن سيجارة أشعلها عسى أن تهدئ من توتر أعصابي ولم أجدها قريبة مني... وهي ما زالت تنتظر إجابتي... وأحس بأنفاسها المتأوهة على سماعة التليفون..

-         معذرة أيتها الحبيبة... أنا في حالة مرض وفتور منذ الصباح الباكر..

-         أرجو لك الشفاء العاجل... أين سيكون مقيلكم..؟

-         ... لا أدري... ربما في شرق المدينة... أو في غربها... وربما في جنوبها أو في...

وأطبقتْ سماعة التليفون فجأة قبل أن أكمل كلامي..

* * *

وصلتُ إلى المقيل متأخراً على غير عادتي... واجماً محبطاً ليس من تطورات الأزمة المؤسفة... لم ألقِ التحية كالمعتاد، وجلست في أسفل المكان... لم أتكلم ولم أنظر إلى أي من وجوه الزملاء، ولم أتبادل معهم الحديث أو الابتسامة المعتادة رغم محاولاتهم لإخراجي من صمتي المطبق.

* * *

-         ألوه..

-         نعم... يا..

كان صوتها حزيناً... تحاول جاهدة أن تخفي تشنجها الباكي، وترغم صوتها بأن يكون قوياً ومتغلباً على ضعفها وانكسارها النفسي المتألم..

قالت بتروٍ لأول مرة:

-   لم أكن أتوقع في حياتي بأنك ستكذب عليَّ كما كذب الآخرون... لأنني أعرفك من خلال صوتك، وقد حمدت الله أنني لم أعرفك من خلال صورتك..

-         اسمعيني يا ابنتي...

وقاطعتني:

-   والدي عظيم... والدي محترم... والدي شريف... والدي نزيه... والدي وطني... والدي بطل ومناضل... أديب ومؤرخ كبير..

حاولتُ أن اقاطعها لكنها لم تتح لي فرصة واستمرت:

-         والدي ليس بحاجة لمجالستكم... ولا للمقيل معكم... هو أعظم منكم..

وأطبقتْ السماعة وأنفاسها المنفعلة تلدغ أذني..

* * *

انتظرتُ عدة أيام بجوار جهاز التليفون أتوقع أن تتصل بي كعادتها في ذلك الوقت... بتوترٍ وانفعال لاحظته الزوجة والأبناء... كان الوجوم والتوتر مصاحباً لي في مقيلي مع الزملاء يومياً، وفي المنزل أيضاً...

* * *

مرت الأيام... أصبحنا في مقيلنا نفتقد الرأي الآخر... وأصبح كلامنا معاداً ومكرراً... فقدناه فعلاً... فقدنا عناده... صياحة... فقدنا إثارته لنا... كان يخلق في مقيلنا الجدل ويثير انفعالاتنا... قد يكون مخطئاً وهذا لاشك فيه... لكنه صادق السريرة وهذا لا شك فيه أيضاً... قد نضيق به إذا حضر... لكننا نفتقده إذا لم يحضر أيضاً..

* * *

كم غمرتني الفرحة عندما أيقنت وتأكدت فعلاً بأن الزملاء في "مقايلنا" الأخيرة يسألون عنه... يتساءلون أين يتواجد... يسألون عن عنوان منزله، وعن رقم تليفون جاره الذي تتصل منه البنت "بشرى"..

كان رأي الزملاء بالإجماع على ضرورة البحث عنه... أصبحوا مقتنعين بأن عليهم أن يجدوه، وأن يحضر "مقيلنا" الدائم... أن يكون بيننا بخيرة أو بشره..!

يبدو أنني كُلفتُ من قبل الزملاء بالبحث عنه وإحضاره إلى "مقيلنا" المحدد... سعدتُ بذلك التكليف... لم أكن أعرف عنوان مسكنه... قيل لي ربما يكون منزله في مدينة "النهدين" السكنية الجديدة حيث وفّقَ فيها بمنزلٍ بعد طول انتظار وعناء شديد..

* * *

أعياني التعب والبحث عن منزله في مدينة "النهدين" الجديدة... كنتُ حريصاً أن أجده مبكراً كي نحضر مقيل الزملاء في الوقت المناسب... وأخيراً اهتديتُ إلى عنوان منزله... قرعتُ الجرس وانتظرت، ليس شوقاً لملاقاته وإنما لرؤية البنت "بشرى"... كنتُ على يقين بأنها هي التي ستفتح باب فناء المنزل وليس أحد غيرها..

كررتُ قرع الجرس... وسمعتُ وقع أقدام خفيفة تقترب من وراء البوابة...

-         من..؟

-         أنا..

فُتح الباب بحذر شديد وبدرجة بسيطة تسمح بالرؤية... لا أدري كيف تسرعتُ بلهفة قائلاً:

-         البنت "بشرى"..؟

تراجعت قليلاً وهي تحاول تقليص فتحة الباب... ونظرتْ إليَّ..

تيقن لي بأنها عرفتني من صوتي... أكيدٌ ذلك..

-         ماذا تريد..؟

-         أريد أن أقابل والدك..

-         ماذا تريد منه..؟ هو مشغول... يكتب ويقرأ ولا يقابل أحداً... ولا يريد أن يقابل أحداً..

-         اخبريه بأن عمك يريد أن يراه..

-         أعمامي في القرية... وأنا أعرفهم...

-         يا أبنتي الحبيبة... أنا على يقين بأنكِ تعرفينني... ربما أكون الآن "الصقر الحائر" أو "مالك الحزين"..!

فتحتْ الباب وأشاحت بوجهها عني بعد أن أشارت إلى مكان والدها... حاولتُ أن احتضنها لكي أقبلها لكنها شردت كظبية متمردة...

-   دخلتُ عليه... كان متكئاً وأمامه "قاته" المقطف وسيجارته في فمه، وبين يديه أوراق يكتب فيها، وأمامه عدة كتب ومراجع وصور تاريخية قديمة وحديثة... نظرَ إليَّ وقام باشاً للقائي والترحيب بي... كأنه فوجئ بوصولي، وكأنه لم يتوقع حضوري فقد كانت أول مرة أعرف منزله..

* * *

لم أطل عليه الحديث، ولم يطل هو عليَّ الإبطاء في الخروج معي... كنتُ في لهفة لأجد البنت "بشرى" في الفناء... كانت تحت شجرة عنب تلعب بعدة "حصى" بيديها... نظرتْ إلينا شزراً... وكأنها "حائرة" و"حزينة"... ربما لا تريد خروج والدها معي..

واتجهتُ معه إلى باب الفناء... وأقبلت البنت "بشرى" مضطرة لتقفل الباب خلفنا..

ركب بجواري وأنا أنظرُ إليها... لم تقفل الباب نهائياً بل تركت فيه متسعاً للرؤية... نظرت إليَّ ملياً... قابلتُها بنظرات محبة ومودة... بدأتْ تبتسم قليلاً قليلاً... ثم انفرجت ابتسامتها إلى ضحكة فرحة... حييتها بيدي، وكذلك فعل والدها... قابلتنا بتحية بكلتا يديها والفرح يكاد يغمر محياها..!

 



Back to Home Page