همدان دماج 

خاطرة لفصل واحد

 

تساقطت عيناي

عندما هزني جذع الشتاء

ومرَّ من خلفيَ قطارُ الوقتِ

ينهشُ ما تبقى من فتات العمرِ

يغتال من كوني الضياء

والليلُ.. كان أمام نافذتي

وحيداً كالسماء

يهمسُ من أطراف المشهدِ الوردي

بصوت الطفولةِ

بوشوشةِ الربيع السرمدي:

حرك قليلاً شوقَك المكبوتَ

حين يغفو الصحوُ

أو قبل أن يصحو المساء

صوَّبْ حنينَك للعيون

واطلق شجونكَ للفضاء

 

       * * *

في مخزن البيت العتيق

كتبٌ.. وأوراقٌ قديمة

ولوحةٌ مكسورة البرواز

غاصت في دمي

تفاصيلُ رحلتِها الطويلة

تتقطر الألوان منها كالرحيق

هزتني الذكرى

وغاص من حولي الطريق

يبذر للهواء المُـرّ أجراساً

ويملأُ الدنيا حريق

 

         * * *

قمرٌ كئيبٌ أطلَّ

فوقَ سحابةِ الصدأ الجديد

يرقبُ اللحظاتِ كيف تنمو..

تسرحُ بانسجام

بلا خطى

 نحو البعيد

والليلُ غنَّاها بأوتار الظلام

لاختزال العمر

في قارورة الوهم السعيد