غريب

 

 

وأعيشُ في نفسي

أبحثُ عن أي بابٍ

للخروج...

غريبٌ

عن كلِّ ما

لم يكن يوماً

غَريبْ

سعيدٌ

تلاطفني أشرعةُ البكاء

حزينٌ لم أجد

غير هذا الفضاء

يُفرحني..

ويفجعُني..

أنا التائهُ بين خرائبي

وزهورِ أيامي

وتعاسةِ اللحظاتْ - كلمحِ البرقِ خطوتها -

أستنطقُ دمعةً قطَعَتْ

مسافتها القصيرةَ

ما بيني

وبيني :

كم صديقٍ لم يعد له من صديق؟

كم وجهٍ في مرايا الروح

مزقَه الزمنْ..!؟

 

 

وطرقتُ بابـي

ألفيتهُ متهالكاً

يخفي وراءَ الوجـد

طيفاً من العمر الذي

ولى

وكيسَ الذكرياتْ

 

 

وطرقتُ بـابَ الأصدقاءِ

فلم أجدْ غيرَ الهوام

تعيشُ في ملكوتها

تعبثُ في ما خطَّه القلبُ

يوماً من رجاءٍ

أو حنين 

تعيشُ في ملكوتها

وتهُشُّني

تركلُ علبةَ الحلمِ

تمضغُ عُشبَ ساعاتي

وتشُّدُ في خبايا الروحِ

أوتارَ السأمْ

 

 

وطرقتُ بابـكِ...

ما لهذا القلبَ لا يخفقْ ؟

- أتعبهُ الوطنُ المواتُ

ومزقتهُ على مر الشرودِ

   الكائناتُ

 

 

وطرقتُ بابَ الآخرين

فلم أجد للبابِ باباً

للدخولِ

إلى الخروجِ

ووجدتُ نفسي حيث نفسي

لا حيث أنفاسي تريدُ

كلما زادها الفجرُ إشراقاً

تسَارعَتْ نحو المغيبْ

غريبٌ

عن كلِّ ما

لم يكن يوماً

غَريبْ

 

آذار 2001م