همدان دماج

 

 تداعيات العزلة الثانية

 

 

وتنامت، عند ليل الصمت،

في دمي عزلةُ الأشياء

وفاضَ من دمعي

صديدُ الذاكرة

فكان للبحرِ القديمِ

لونُ شجيراتِ الخريفِ

ولسعةُ الجرح المملح بالحنينِ

وصوتُ محركات الطائرةْ

* * *

قلت يوماً،

عندما زارني الفجرُ المملح

ينشدُ الجرحُ والرؤيا،

آه ما أقسى رنين الفاجعة

رمانةَ الكون المعتق بالقروح

وبالأغاني الفاسدةْ

ليتَ الحياةَ وريقةٌ صفراء

خالية الحنين إلى التوهج

والأماني الكاذبةْ

* * *

وللغدِ الموعود

تبَدى في الظلامِ

قيدٌ حديديٌّ..،

تجاعيدُ ساعةِ حائطٍ

وجلدُ عجوز غاضبة

ظلت تحيكُ لحزنها الأبدي

دموعاً...

وأغنيةً حائرة

لعمرٍ جاء...

وولى

كنجمٍ في سديم الوقت...

هزيلاً كأوراقِ الخريف

سريعاً.. كما الخاطرة