كي لا يغبن مرة أخرى

بقلم: سعيد الجناحي

 

منذ الأربعينيات.. مروراً بحركة الأحرار وانقلاب 48 وحركة 55 وثورة 26 سبتمبر وحتى عام 1971م، مر ما يقارب الخمسين عاماً علي مناضل بدأ نضاله السياسي مع بداية شبابه ضد السلطة الإمامية الجائرة..

وهذا يعني أنه عاش ما يقارب النصف قرن مناضلاً.. عاش حياة بذلها من أجل القضية الوطنية، قضية الجماهير. وظل طوال مسيرته النضالية وفياً لمبادئ الحركة الوطنية الديمقراطية ولمبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ومن موقعه المسؤول بعد ثورة 26 سبتمبر أسهم بشكل مباشر في النضال ضد الاستعمار البريطاني لتحرير الجزء المحتل بمنطق الوطني الثائر والمؤمن بوحدة النضال الثوري في عموم الوطن وهذا المنطلق  الوطني الذي أمن به طريقا لاستعادة وحدة الوطن.

وحينما كان مسؤولاً في السلطة كأول محافظ للواء إب في العهد الجمهوري أو عضواً في مجلس الرئاسة ظل يطرح وجهة نظر القوى الوطنية الواسعة ويدافع عنها. وجند كل إمكاناته لرص صفوف الجمهوريين دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري..

لعلمنا فإن هذا الإنسان المناضل الشيخ مطيع دماج امتلك حصيلة كبيرة من التجربة النظالية والوثائق بجانب ما كتب ولم ينشر. ومما كتبه وثيقة لمذكرة مطولة إلى مجلس الرئاسة تحتفظ بها صحيفة الأمل، ولأنها وثيقة هامة سوف ننشرها قريباً..

لقد تحفظ المناضل الشيخ مطيع من نشر كتاباته أو أية وثيقة تخصه وهو حي.. وطلب أن يتم النشر بعد وفاته. وخلال ثلاثة عشر عاماً من وفاة المغفور له وحتى اليوم لم نقرأ إلا النزر القليل عن هذه الشخصية المناضلة الفذة والذي لعب دوراً فعالاً في حركة النضال الوطني مع بقية رفاقه.

إن الأمل ترى أن على أقرباء المناضل مطيع  والذين في حوزتهم ما كتبه والوثائق الخاصة به، أن ينشروا تجربته وكتاباته ووثائقه؛ بغرض إغناء العقل الوطني بتجارب الرواد الأوائل في الحركة الوطنية اليمنية وإضافة الجديد إلى كل ما نشر عن حركة الأحرار وثورتي سبتمبر وأكتوبر. الأمر الذي سيثري المعارف بتاريخ شعبنا المعاصر حقاُ وكما قال الزميل عمر الجاوي: "مطيع دماج حيى بيننا".. فإن حياته ستظل تلقي ظلال الثورة ترثها الأجيال القادمة، وصولاً إلى تحقيق الغايات التي عاش وناضل من أجلها الفقيد الشيخ مطيع دماج.. ولذلك فإنه لا بد من نشر تجربته وكتاباته والوثائق التي امتلكها..